أشاد النجم المذيع المخضرم جاسم العثمان، بظهور المذيعة السعودية إذ أحدث تحول في مفهوم التقديم البرامجي، مشدداً على ضرورة إنشاء قناة استشارية لتقديم الرأي والاستشارة في جميع الأمور الحياتية للمشاهدين، – وأعرب عن تمنياته بتقديم برامج متميزة شفافة وقادرة على توصيل رؤية 2030 إلى العالم أجمع، متسائلاً هل تصل رسالتي إلى صناع القرار وزارة الإعلام وهيئة الإذاعة والتلفزيون.
وكشف العثمان في حوار مع صحيفة الجزيرة عن أسباب أبعاده عن التلفزيون، مستعرضاً مسيرة الرياضية والإعلامية والفترة المميزة في حياته عند التحاقه مذيعا في قنوات ART، تخللها حديث عن فترة كونه (حارس) نادي في الاتفاق وحول إداراته في نادي الهلال، وفيما يلي نص الحوار.
حاوره: خالد الحارثي
تصوير: التهامي خليل
لمع نجمه من خلال تقديمه لسهرة شعبية بين عامي 1978 و1979م من المنطقة الشرقية، وبعد ذلك اطلق لمسيرته التلفزيزنية العنان عبر برنامج مساء الخير وبعدها تميز بتقديم برامج عديدة عبر التلفزيون ومنها، مساء الخير – تحت الأضواء- نجوم على الهواء- قافلة الحياة الفطرية – مستشارك – دقة ساعتك. مؤكدا أن إبعاده من التلفزيون لانتقادات طالت وزير الإعلام الأسبق، مشيرا في ثنايا حواره للجزيرة أنه تمنى أن يكون ضابطا لخدمة الوطن ولم تتحقق رغبته لأسباب مجهولة له، وفي نفس الوقت كان ضيفنا المميز رياضيا مطبوعا حيث لعب لنادي الاتفاق في مركز حراسة المرمى وأداري للكرة بنادي الهلال .. انه النجم المذيع المخضرم جاسم العثمان .. فإلى تفاصيل الحوار …
متى كان أول ظهور للإعلامي جاسم العثمان ؟
الظهور الأول كان في تلفزيون أرامكو في ذلك الوقت وخلال مرحلة التعليم الابتدائيحيث شاركت في فلمين (تثقيفي، توعوي) أما الظهور الأول على شاشة التلفزيون السعودي فكان عام 1978-1979م من خلال سهرة شعبية من المنطقة الشرقية بمناسبة أحد الأعياد أما الظهور الرسمي فكان عام 1980م كمتعاون في إعداد وتقديم البرامج واستمر التعاون حتى عام 2008م أي قرابة 30 سنة.
لمن الفضل بعد الله في التحاقك بالتلفزيون السعودي؟
ظهوري على شاشة التلفزيون كان بالمصادفة وخصوصاً بعد تقديم السهرة الشعبية ويعود الفضل في ذلك بعد الله سبحانه وتعالى لأخي المخرج يوسف بن سعد الدوسري وأخي المخرج نبيل عامر من مصر الشقيقة وكلاهما كانا يعملان في محطة تلفزيون الدمام وقاما بترشيحي واختياري لبرنامج مساء الخير على مدى سنوات التعاون مع التلفزيون السعودي في إعداد وتقديم البرامج التي امتدت لمدة 30 سنة تقريباً قدمت من خلالها ما يقارب 11 برنامج تلفزيوني ومن ضمنها ما ذكرت في سؤالك بالإضافة إلى برنامج (باقة ورد، وليلة سعودية، وحديث المجالس، والتحليل الرياضي) وبتوفيق من الله سبحانه تميزت في كل برنامج من تلك البرامج التي وجدت تجاوب وتفاعل مع كثيراً من المشاهدين المتابعين لها.
ما الفرق بين تلفزيون الماضي واليوم؟
هناك فرق شاسع بين تلفزيون الماضي واليوم من حيث التجهيزات الفنية والديكورات والمؤثرات الصوتية والحركية وتعدد الضيوف والمواقع والإمكانيات المالية وساهمت وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة بتسليط الأضواء على أنشطة التلفزيون المتنوعة التي لم تكن متوفرة في ذلك الوقت وعلى سبيل المثال فإلى جانب دوري كمعد ومذيع للبرامج كنت أتولى مسؤولية المونتاج التنسيق والمتابعة والعلاقات العامة.
كنت حارس في نادي الاتفاق (الاشبال) ثم مديراً للكرة بنادي الهلال
هل ترى مذيع اليوم أكثر مهنية وثقافة من مذيع الأمس؟
أترك الإجابة على هذا السؤال للسادة المشاهدين فهم الأولى بمن يجيب على تساؤلك فقد يساء فهمي عند إبداء رأيي بين مذيع الأمس ومذيع اليوم
ما هي المعاير والمهارات التي يجب أن تتوفر في المذيع؟
من أهم مميزات المذيع الناجح، الحضور والقبول لدى المشاهد والثقافة العامة وعدم الشعور بالثقة الزائدة وعدم التصنع والتكلف والتعالي على الضيوف والمشاهدين، بالإضافة إلى نوعية البرنامج فيوجد معايير للمذيع الإخباري ومعايير لمذيع البرامج الحوارية كما يوجد معايير لمذيع برامج المنوعات وأيضاً معايير للمراسل الميداني وليس من السهل أن تتوفر كل هذه المعايير عند مذيع واحد إلا نادراً.
جاسم العثمان إذا لم يكن مذيعا فماذا كان يمتهن في ذلك الوقت؟
منذ المرحلة الابتدائية وأنا مشارك في المسرح المدرسي ومن خلاله تم اكتشاف موهبة التقديم والحوار وإلى حد ما التمثيل في المسرح المدرسي وهذا أكسبني هواية وموهبة كانت سبباً في اكتشافي كمذيع تلفزيوني وكنت في صغري أتمنى أن أكون ضابطاً وفعلا تقدمت للتسجيل في كلية الملك عبدالعزيز الحربية وذلك عام 1966 وتم قبولي بعد أن تجاوزت الاختبار الشخصي والطبي ولكن تراجعت ولا اعلم ما هي الأسباب ويقول المثل الشعبي إذا فات الفوت ما ينفع الصوت مع أنني مارست التجارة مع ظهوري الإعلامي ونشاطي الرياضي كإداري إلا أنني فشلت فمن الصعب الجمع بين ثلاثة أمور مختلفة (تجارة، ورياضة، وإعلام)
ظهور المذيعة السعودية أحدث تحول في مفهوم التقديم البرامجي
ظهور المذيعة في الفضائيات هل أضافت إلى الإعلام أم كانت خصما للشباب السعودي؟
كيف يكون خصماً والمرأة لها دور كبير في الحياة فكلاهما مكمل للآخر وأنا أقصد هنا الرجل والمرأة وظهور المذيعة السعودية أحدث تحول في مفهوم التقديم البرامج الذي كان مقتصراً على الشباب السعودي ولم ولن يكون خصماً في يوم من الأيام.
جاسم العثمان كان حارسا في نادي الاتفاق ثم مديراً للكرة ثم انتقل إلى نادي الهلال كمدير للكرة، حدثنا لماذا اتجهت إلى الرياضة ولماذا توقفت عنها؟
في فترة عمرية من الدراسة لعبت كحارس مرمى في الفريق المدرسي ثم التحقت بنادي الاتفاق كحارس مرمى ومثلت النادي في جميع المراحل وأنا أقصد هنا (الأشبال الدرجة الثانية الدرجة الأولى) وهذا كان التصنيف القديم للفئات السنية في ذلك الوقت إلا أنني ابتعدت عن حراسة المرمى بعد فترة قصيرة وتوجهت إلى العمل الإداري كعضو مجلس إدارة ومديراً للكرة في نادي الاتفاق خلال رئاسة الأستاذ عبدالله الدبل والسنوات الأولى من رئاسة الأستاذ عبدالعزيز الدوسري متعه لله بالصحة والعافية ومع انتقالي إلى الرياض سنة 1984م بسبب تكليفي لبرنامج تحت الأضواء ونجوم على الهواء الأمر الذي تطلب إقامتي في الرياض ومتابعة نشاطي التجاري عن بعد وبسبب علاقة شخصية تربطني بالأمير عبدالله بن سعد رحمه الله والذي كان وقتها رئيساً لنادي الهلال فطلب مني الترشح لعضوية مجلس الإدارة وإدارة كرة القدم في النادي وكان ذلك خلال عام 1985م حتى 1987م ونظراً لانشغالي بالبرامج التلفزيونية والتي تتطلب التواجد والتنقل فكان لزاماً علي تقديم استقالتي من نادي الهلال والذي ما زلت أحمل لكل منسوبيه التقدير والاحترام وكذلك لمنسوبي نادي الاتفاق.
قدمت برنامج مستشارك وكان يحظى بقاعدة جماهيرية كبيرة ثم تم إيقافه، لماذا توقف؟ وهل كان هناك ملاحظات على البرنامج؟
ما كنت أتمنى أن تسألني هذا السؤال، وذلك بسب العلاقة القوية التي بيني وبين كثيراً من المشاهدين الذين استفادوا من المشورة والاستشارة والمواضيع المطروحة فيه وكما ذكرت فقد تم إبعادي عن البرنامج بسبب مطالبتي وبعفوية من وزير الإعلام في ذلك الوقت بتسليمي التلفزيون حيث انتقدت أداء التلفزيون في احتفالية اليوم الوطني في تلك السنة مما أثار حساسية بعض المتربصين بي لإبعادي عن التلفزيون بأي شكل وكما تعلم فالنجاح له ضريبة، وربما كان الحس الوطني مرتفعا لدي وهذا شي يشرفني من باب الغيرة على أداء التلفزيون المحلي ولم يكن إبعاد عن التلفزيون بشكل نهائي بل كان إبعاد عن برنامج مستشارك فقط وبعدها بسنوات تم تكليفي ببرنامج المسابقات دقت ساعتك.
ظهر جيل من المذيعين والمذيعات من خلف الشاشات والإذاعات، ما رأيك فيهم ؟
اختلفت المعايير ببين الأمس واليوم وبإمكان المشاهد أن يلاحظ ذلك ثم له الحكم كما ذكرت سابقا وقد أتحفظ في رأيي الشخصي نظراً لحساسية الموقف
لو كنت رئيساً لهيئة الإذاعة والتلفزيون ما هي القرارات التي ستتخذها لتطوير برامج الإذاعة والتلفزيون ؟
الفترة الحالية تحتاج إلى برامج إذاعية وتلفزيونية تواكب وتساير التحول التنموي في جميع المراحل الحياتية للوطن والمواطن السعودي الأمر الذي يستدعي برامج متميزة شفافة وقادرة على توصيل رؤية 2030 إلى العالم أجمع وإبراز مكانة الوطن السعودي والإنسان السعودي والإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى التأني في اختيار القرارات الذي من شأنه أن تجعل من الإذاعة والتلفزيون السعودي داعماً قويا ًفي توجهات الدولة السعودية.
رئيس الإذاعة والتلفزيون السابق اصدر قرارا بالاستغناء عن المتعاونين السعوديين سواء بالتلفزيون أو الإذاعة هل تعتقد أن هذا القرار صائب ؟ وما هي تبعاته؟
منذ أن ابتعدت عن التلفزيون ومنذ عشرة سنوات تقريباً ومتابعتي لما يحدث داخل أروقة الهيئة متواضعة جداً ولكنه كان قرار غير عادل وأشعر بالتخبط في اتخاذ القرارات ولمصلحة من؟ لا أدري! وقد أثر هذا القرار على فقدان الهيئة لعناصر متميزة في إدارة نشاط الهيئة بشكل عام ومنها البرامج التلفزيونية.
مطلوب قناة استشارية لتقديم الرأي والاستشارة في جميع الأمور الحياتية للمشاهدين
هل البرامج الجماهيرية في نظرك مهمة بالنسبة للمشاهد؟
من تجربة سابقة نعم ولو أن مواقع التواصل الاجتماعي قد قصرت المسافة ولو عدت الى سؤالك السابق عن القرارات التي سأتخذها لتطوير برامج الإذاعة والتلفزيون بشكل خاص لأنشأت قناة استشارية لتقديم الرأي والاستشارة في جميع الأمور الحياتية للمشاهدين ولو طلب مني شرح هذا المقترح وتولي مسؤوليته فأنا على أتم الاستعداد فهل تصل رسالتي إلى صناع القرار في وزارة الإعلام وهيئة الإذاعة والتلفزيون
جاسم العثمان التحق بقنوات اي ارتي في دبي . كيف كانت التجربة وهل تعتبرها نقله في حياتك؟
العمل في ART كانت فترة متميزة حيث التعامل مع شخصية إعلامية بارزة مثل الشيخ صالح كامل الذي كان سبباً من أسباب نجاحي في تلك الفترة فله الشكر والتقدير والاحترام.
هل تصل رسالتي إلى صناع القرار وزارة الإعلام وهيئة الإذاعة والتلفزيون
هناك بعض المذيعين والمذيعات أمضوا عمرهم في التلفزيون والإذاعة ولم يتم تكريمهم، في رأيك هل وزارة الإعلام مقصرة في هذا الجانب؟
أترك الإجابة للمسؤولين سواء في وزارة الإعلام أو هيئة الإذاعة التلفزيون ولا أنتظر منه التكريم فهناك من سبقني بما قدم من أعمال ولم يتم تكريمهم أما بالنسبة لتكريمي هو بقائي في ذاكرة عدد كبير من المشاهدين والمتابعين لبرامجي من جيل تلك الفترة فلهم مني المحبة والمعزة والشكر والتقدير والاحترام ويكفيني أيضاً أني تركت بصمة يشهد بها كثير من الناس.
هل المذيع جاسم العثمان في استراحة محارب وقريباً نراه عبر شاشة التلفزيون؟
نعم هي استراحة محارب ولكن هذا المحارب مازال لديه القدرة على تقديم وإعداد البرامج التلفزيونية وأخشى أن تطول هذه الاستراحة مع الأسف
نريد وجهة نظرك في توجه وزارة الإعلام بفتح قنوات مناطقية . في رأيك هل هذه الفكرة ناجحة؟
هذه الفكرة كانت موجودة في يوم من الأيام من خلال إنشاء محطات تلفزيونية في بعض مناطق المملكة ثم توقفت وعودتها من جديد من المؤكد سيكون لها تأثير إيجابي للدولة السعودية بكل ما فيها من تفاصيل الحياة وتحتاج إلى قنوات متعددة.